سيدة الياسمين ..........بعد العام الخامس والعشرين

من طرف زائر السبت نوفمبر 03, 2007 3:49 pm

(1)

أيا عيد شكراً

فعلت شيئاً عجيباً.......... أيا عيد شكراً

قربت كل بعيدٍ

وجعلتها للمرة الأولى ...... تكون أنثى

وأبرزت وجهاً ....... كان لدهرٍ عن الانوثة بعيداً

إذن كنت للعيد

ذاك اليوم تتجملين

فوجهك كان كالصبح في حزيران

وشعرك كصافي الليل في أول تشرين

أعظاه الضوء الابيض

بريقاً لم يوصف في الكتابة ...... منذ آلاف السنين

(2)

ظللت يوم العيد

تروحين وتجيئن ....... أمامي

إمرأة من ياسمين

صنع لها من زهره نهدين

وإن لم تصدقيني

أنظري في المرآة

ما بين شحمة الأذنين و الترقوتين

تخبرك المرآة

أنا كانون رمى صافي ثلجه هناك

ونسي أن يرحل بعد شهرين

هكذا سيدة الياسمن

تقطعين شككِ باليقين

(3)

سيدة الياسمين

أتذكرين ....... يوم العيد

حين وقفت بالباب

تسألين الحاضرين عني

بوجه حزين

وقبل الإجابة

رأيتني جالساً بجانب الباب

فتبسم المبسم الحزين

وببرود قلتِ

لم تأت إلى بيتنا قبل عامٍ

فقد كنت حتى الصبح منشغلاً

فآثرت النوم على لقاء الياسمين

عرفت أنك هنا اليوم من عطر الياسمين

ثم كظبية دخلت ....وصافحتي الحاضرين

ولما صافتحتني

كنتب بعينيك على عيني تسلمين

ولم تقبليني كما الآخرين

فأنت تعرفين

أن شعر وجهي خشنٌ

قد يخدش بتلات الورد على شفتيك

وأنه بإقتراب شفتك من وجهي

قد تحرقين جلدي ..... أو وجنتي تذيبين

(4)

وفي لحضة قررت الجلوس

إلى مقعد في يساري البعيد

حتى تمري من أمامي

وبعد أن جلست

رحت اليهم بمكر أنثى تتحدثين

وفي خاصرة الحديث

قاطعك اتصال إلى هاتفك الخلوي

تذرعت به لتخرجي من الغرفة

ومن هناك إلى المتصل تتحدثين

ولكن كان المقصود أن تمري من أمامي

علك بداخلي الشاعر توقظين

كم كان رائعاً لو بقيت إلى يساري البعيد تجلسين

(5)

عدت بعد لحظتين

وقررت في ثانيتين

قبالتي ستجلسين

ورحت إلي تحدقين

فأنت تعرفين أني أحب الياسمين

حديثنا كان بلغة العينين

فلغة العينين ترميز

لكلام عاشقين

ببراءة الأطفال في عينيكِ

رحت بعيني تهمسين

أنظر....... مازال عندي ساقان

من عاج الهند

من حرير الصين

مطعمة بزهر الفل و الياسمين

أنظر مازال عندي فستان

بلون البحر...... بلون السماء ..... بلون زهر الياسمين

معطر بالريحان

أنظر ...... للفستان

فالثوب أحياناً يظهر خارطة الإنسان

ولا تخجل لأن الفستان

لا يصل إلى حدود الركبتين

فركبتاي عاج ........ ينام فوقهما نيسان

(6)

شاعري.......... أمعن في الخارطة

مازال في صدري نهدان

فيهما أنهارٌ

من خمرٍ ........من شهدٍ ...... من لبنٍ

تروعي عطش شاعري الظمآن

أشرب ..... وأنهل منهما حتى ترتوي

فلا الخمرُ ...... ولا الشهدُ .......ولا اللبنُ

من نهدي محرمٌ

(7)

شاعري أمعن في خارطة الوجه

فمازالت في وجهي عينان

واسعتان ..... سوداوتان ........ ولي أهداب طويلة

تغار منها ظباء القبيلة

(

ثم قلت عذراً مشتهي الياسمين

نسيت من روعة الحديث

تقديم حلوى العيد

وانحنيت وكبلت بذات اليمين صدر الفستان

قدمت حلوى العيد للحاضرين

وقدمت لي حلوى العيد

وأنت تعرفين

أني بعد وجبة من وجهك

أشرب فنجان من قهوة ...... وأدخن لفافتين من تبغي

وفي المساء تغتال أوراقي

بعد أن فقدت بكارتها مع قصيدة

(9)

قدمت لي القهوة

وبالعينين قلت

بعد شهرين وأيام عشرة

ها هنا نلتقي

عذراً سيدة الياسمين

فبعد شهرين قد لا أكون انا

وقد لا تكوني

بعد تقديم القهوة

دقيقة أو دقيقتين

فأرحل أو ترحلين

(10)

سيدة الياسمين عذراً

أردت أن أقول لك

عطر الياسمن الذي اشتمته

أنت تركته علي قبل عامين

وقبل عامٍ ما كنت تعرفين

أني عاشقٌ ...... لزهر النسرين

للفل ....... للياسمين

قبل عامٍ ماكنت تعرفين أني أكتب شعراً

(11)

مليكة الياسمين عذراً

أنت بالعين لا تشاهدين

فأنت إن لمحت بالطرف

في الذاكر تنقشين

كنقش كنعاني نقش في فلسطين

منذ آلاف السنين

أنت في القلب تنحتين

وبهذا تكونين

قد ملكت

عقلاً....... قلباً ....... وجدان

(12)

قبل ثانيتين من الرحيل

صافحتني سيدة الياسمين

وأوصيتها ...... أن حافظي على الياسمين

سيدة الياسمين

فأنت سيدة الياسمين

تقبلين من الشفتين حتى الركبتين

وتلثمين من الجبين حتى القدمين

(13)

فأجبت

عذراً شاعر الياسمين

بعد العام الخامس والعشرين

يشتهيك الياسمين

أكثر مما تشتهيه

شاعري المسكين

بهاء الشعراوي
13.10.2007
الخليل